-->

عجول البيسون

يحكى لارس أندرسون عن اجواء الحياة البرية فى درجة حرارة 40 تحت الصفر :

في 40 درجة تحت الصفر، والهواء يحرق الجزء الخلفي من الحلق عند التنفس بعمق. الأنف تتجمد مع كل نفس من الجو. الملابس الثقيلة تمنع الكثير من لدغة البرد، و لكن البرد، واختراقه للجسم فى هذه الاجواء الباردة لا يزال يشق طريقه إلى عظامك.

في هذه الدرجة، الأمور لا تسير مثل الظروف العادية، حيث تتجمد أنابيب المياه.

زوجتي إسمها إيلين، و لدينا كلب يبلغ 6 أشهر من العمر، و انتقلت إلى مونتانا من ولاية نبراسكا لأجل العمل في الصيف الماضي.

كنا نعرف أن الجو سيكون أكثر برودة هنا مما كنا معتادين عليه. و لكن كان من الصعب على الناس أن يقوموا بـ وصف (كيف تشعر حقاً في درجة حرارة 40 تحت الصفر). في الحقيقة ، لا يزال من الصعب وصفها.

كـ عالِم أحياء، ما يزال يدهشني حقاً هو أن الحيوانات هناك تشعر بأن كل شيء طبيعي. فـ أنا أنظر من نافذتي التي يوجد بها جليد في الداخل، و أشعر أنني سعيد، لأني لست مُجبراً على الخروج، و رؤية الطيور الجارحة و هي تطير بحثاً عن وجبة الطعام.

العجول البيسونية البالغة من العمر 8 أشهر ترعى خلال الثلوج التي تغطي الأراضي الجافة والعشب المتجمد، و هي مُغطَّاة في الصقيع و لكنها غير منزعجة.

على عكس كلبنا و نحن أيضاً، يبدو انهم غير قلقين من هذا الغزو الجليدى ، و ربما لأنهم عانوا أسوأ بكثير من هذا. ليس كأفراد ربما، ولكن من خلال الخبرات الجماعية والمشاق من مئات الملايين من عجول البيسون التي جاءت من قبلهم ووضعت هذه الشدة والقدرة في الحمض النووي الخاص بهم (DNA).

في بضع سنوات، سوف تلد الجيل القادم من عجول البيسون. و تلك العجول الجديدة لن يتعودوا على ذلك فى بضعة أشهر، ولكن الأرض التي تُعتبر وطنهم، تزداد برودة لفترات طويلة من الوقت حقاً.

كلبنا البالغ 6 أشهر من العمر، لا يكاد يصل فى القوة و التحمُّل مثل عجول البيسون. فأنا أقف في الخارج معه كلما سنحت فرصة واحدة تجعلنا نخرج من البيت. و أتعجب أن بول الكلب لا يتجمد قبل أن يصل إلى الأرض.

كان يحب الثلج و الجري، ولكن بعد دقيقة واحدة يبدأ في الرقص من شدة البرودة.

عندما يحدث هذا البرد الشديد، على الرغم من أنها لا تُثلج، لكن لا يزال هناك رطوبة تسقط من الهواء. و الغريب أن، كل هذا يحدث في وجود السماء الزرقاء و أشعة الشمس، و الزجاج الأمامي في الشاحنة يجمع ربع بوصة من بلورات الثلج ، و البلورات التى تسقط فى وقت متأخر بعد الظهر، مُعلَّقة في الهواء وتُكثِّف الألوان الرائعة في الأفق حيث الشمس تتراجع.

وأثناء ما تشتد الرياح صعوداً و تنخفض درجة الحرارة إلى ما يشبه 50 درجة تحت الصفر مع الرياح والبرد، فأنا أغتنم لحظة وجيزة أخرى أستمتع بالمشهد قبل أن أنظر إلى كلبنا، لأراه ينتظر بقليل من الصبر عند الباب للدفء، و يقوم بـ رقصة البرودة الخاصة به - ولكن ليس بصبر مثل عجول البيسون في وطنهم.

0 التعليقات:

إرسال تعليق

تعليقك يدفعنا للإستمرار ^_^
(ملحوظة : يتم الإشراف على التعليقات قبل نشرها)
مَّا يَلْفِظُ مِن قَوْلٍ إِلَّا لَدَيْهِ رَقِيبٌ عَتِيدٌ

 
Top